أفادت صحيفة "الخليج" الإماراتية بأن الجهود السياسية للتوصل إلى هدنة جديدة في غزة تشهد انتعاشة واعدة بعد نحو ثلاثة أسابيع من فشل جولة مفاوضات أواخر شهر رمضان، موضحة أنه بعد فترة من اليأس والإحباط والمخاوف بدأ الحديث يدور عن "فرصة أخيرة"، ليس لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار وفق صفقة يتم بمقتضاها الإفراج عن أسرى إسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية، وإنما عن إنهاء تام للحرب بناء على خطة سياسية تحاول الاتصالات والاجتماعات المكثفة بلورة شروطها في أقرب وقت.

ولفتت إلى أنه خلال هذه الساعات تتجه الأنظار إلى القاهرة، حيث تجري مفاوضات متعددة المستويات تسعى إلى تذليل العقبات الكبيرة التي تواجه إبرام صفقة الهدنة والرهائن. وفي انتظار التعرف إلى فحوى رد حركة "حماس" على مقترح الهدنة الجديد، لا تمانع إسرائيل في تقديم تنازلات ولا تستبعد تعليق الهجوم على رفح، وهو ما أكدته أوساط أميركية تعمل على الحد من التصعيد، وتبدي تفاؤلاً نسبياً بإحداث اختراق سياسي.

واعتبرت الصحيفة أنه رغم أن الأخبار المسربة لا تفصح عن الكثير، فإن بعضها يشير إلى رغبة جميع الجهات في الخروج من هذا المأزق والتوافق على "هدوء دائم"، بعدما أصبحت الكارثة الإنسانية، التي سببتها الحرب الإسرائيلية، فوق الاحتمال وتثير في كل يوم ردود فعل، وبعضها يشير إلى أن محكمة الجنايات الدولية ربما تتحرك في القريب العاجل لملاحقة قادة إسرائيل، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير جيشه ورئيس أركانه.

ورأت أن الهدنة الممكنة في غزة ستكون طوق النجاة لأكثر من جهة، وتحقيقها بات ضرورة إقليمية وعالمية، فهذه الحرب كانت درساً قاسياً، سيتعلم منه الجميع العبر، وستتأسس عليه أصلح الخيارات للمرحلة المقبلة من تاريخ المنطقة