الارشيف / اخبار العالم

المملكة السعودية.. جذور راسخة وإرث حضاري يعود لـ3 قرون

  • 1/2
  • 2/2

ياسر رشاد - القاهرة - ذكرى يوم التأسيس .. بموروث حضاري عريق، وبجذور راسخة إلى 3 قرون من الأمجاد، يعود تاريخ المملكة العربية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده امتدادًا لتاريخ عريق، وثمرة لجهود بذلها أئمة الدولة السعودية الأولى، حيث تعود جذور الأسرة الحاكمة في المملكة إلى مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود، الذي أسس الدولة السعودية (عام 1139هـ الموافق 1727م).

والمجتمع السعودي هم أبناء ذلك الجيل الذي أسهم في بناء الدولة السعودية الأولى، ومن ذات البقعة الجغرافية التي شهدت أحداثا غيرت خريطة منطقة الجزيرة العربية، وأسست تاريخ المملكة المجيد.

وامتدادا لهذا التاريخ الضارب بجذوره في أعماق المجد؛ تأتي مناسبة الاحتفال بيوم التأسيس ليستذكر فيها أبناء المملكة العربية السعودية تاريخهم العريق، ومدى رسوخ وثبات مؤسسة الحكم، منذ تأسيس الدولة السعودية التي قامت على مبادئ الإسلام الصحيحة، والحكم الرشيد، والتنمية المستمرة للبلاد، وتعزيز مكانتها محليا وإقليميا وعالميا، وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

واعتزازا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها، صدر الأمر الملكي الكريم بتاريخ 24 جمادى الآخرة 1443هـ الموافق 27 يناير 2022م بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوما لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم "يوم التأسيس".

في حوالي عام 430م، قدمت قبيلة بني حنيفة من الحجاز وحلت في المنطقة على ضفاف وادي حنيفة بقيادة عبيد بن ثعلبة حيث اختار "حجر" اليمامة مستقرا له ولعشيرته، وساد في المنطقة حالة من الاستقرار؛ وازدهرت "حجر" لتكون أعظم مدن اليمامة ويتزعمها ملك اليمامة في عصره: ثمامة بن أثال الحنفي صاحب القصة الشهيرة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وتعاقبت الأحداث على وسط الجزيرة العربية وعاشت أزمانًا من الإهمال والفرقة والانقسام حتى تأسست الدرعية على يدي الأمير مانع بن ربيعة المريدي عام 850هـ / 1446م، الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وحكم وأبناؤه وأحفاده الدرعية التي أصبحت مركزًا حضاريًا، تميزت بموقعها الجغرافي كونها مركز طرق تجارية ما بين شمال وجنوب الجزيرة العربية، ما أسهمت في تعزيز حركة التجارة فيها وفي المناطق المجاورة.
ولد الإمام محمد بن سعود بن محمـد بـن مـقـرن عـام 1090 هـ / 1679 م، ونشأ وترعرع في "الدرعيـة" واستفاد من التجربة التي خاضها في شبابه حين عمـل إلى جانب والده في ترتيب أوضـاع الإمـارة، وهـو مـا أعطاه معرفـة تامـة بـكل أوضاعهـا.

وفي عام 1139هـ / 1727م أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية، وعاصمتها الدرعية، والتي كانت بمثابة نقطة تحول سياسية بتطبيقها لنظرية دولة المدينة التي تفردت بها الدرعية دون غيرها من المدن والبلدات.
وتتمتع الدرعية بموقع إسـتراتيجي وبمقومات تجعلها مدينة كبرى، ومن أبـرز هذه المقومات وقوعهـا علـى أحد أهـم الأوديـة فـي نجـد وهـو "وادي حنيفـة"، عـدا أنهـا تقـع علـى أحـد أهـم الطـرق التجاريـة القديمـة إلـى اليمامـة.
وانطلقت رحلة بناء دولة عظيمة وصفت حينها بواحدة من أهم المشاريع الوحدوية التي لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون عدة، عكست تلك المرحلة شخصية الإمام محمد بن سعود المحورية في تاريخنا السعودي، التي مهدت لدولة ممتدة منذ قيامها قبل ثلاثة قرون.
كان الإمام محمـد بـن سـعود حاكمًا حكيما وفيـا، تـربى في بيـت عـز وإمـارة وتعلـم السياسـة وطـرق التعامـل مـع الإمـارات المجاورة والعشائر المتنقلة، وقـد كان له أثر كبير في استتباب الأوضاع في الإمارة قبـل توليه الحكم، في الوقت نفسه.
وتحـلى الإمام المؤسس برؤية ثاقبة، فقد درس الأوضاع التي كانت تعيشها إمارتـه والإمارات التي حولهـا بشكل خاص، ووسـط الجزيرة العربية بشكل عـام، وبدأ التخطيط للتغيـيـر عـن النمط السـائـد خـلال تلك الأيـام، فأسـس لمسـار جديد في تاريخ المنطقـة تمثل في الوحـدة والتعليـم ونشر الثقافـة وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع والحفاظ على الأمـن.
ووحد الإمام محمد بن سعود شـطري الدرعيـة وجعلهـا تحـت حـكـم واحـد بعـد أن كان الحكم متفرقا في مركزين، واهتم بالأمور الداخلية، وعمل على تقوية مجتمع الدرعية وتوحيد أفراده، وتنظيم موارد الدولة الاقتصادية، إضافة إلى بنـاء حـي جديد في سمحان وهـو حـي "الطرفيـة"، وانتقل إليـه بعـد أن كان حـي غصيبـة مـركـز الحكـم مـدة طويلة.
وتوالت الإنجازات حيث شهدت استقرارا كبيرا وازدهارا في مجالات متنوعة، وحققت استقلالا سياسيا، وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها، ومساندة البلدات المجاورة لتعزيز الاستقرار، كما أمن طرق الحج.
وخلال عهد الإمام محمد بن سعود ومن بعده من الأئمة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، ولقد هاجر كثير من العلماء إليها من أجل تلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدًا في وقتها؛ ما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.
وبفضـل اللـه ثـم بفضـل عبقريته انتقلـت دولـة المدينـة إلـى مرحلـة الدولـة وكانـت الدولـة السـعودية منـذ تأسيسـها حتى يومنـا هـذا دولـة عربيـة خالصـة بحكامهـا وشـعبها.
واستمر امتداد الدولة بعد انتهاء الدولة السعودية الأولى بإعادة تأسيس الدولة على يد الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية عام 1240 هـ / 1824 وبعد انتهائها عادت مره أخرى على يد حفيده الملك عبدالعزيز عام 1319هـ / 1902م.

وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عن توحيد المملكة العربية السعودية.

واستمر أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز لبنات البناء والاستقرار والتنمية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حيث تشهد المملكة في هذا العهد الميمون المزيد من التطور والنهضة في ظل الرؤية الطموحة رؤية السعودية 2030.
وشكلت المملكة على مدار تاريخها ثقلا سياسيا في المنطقة مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز وحكمة قادتها حتى جعلت منها نقطة توازن إقليميًا وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط، بينما أكدت المنعطفات التاريخية التي مرت بها الدولة السعودية مدى ما يربط أبناء المملكة وأشقاءهم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من علاقات عميقة امتدت لقرون عديدة وتجذرت على مدار السنوات، وما نراه اليوم هو نتاج لما أصّله الآباء والأجداد.

IMG_20240222_193811
IMG_20240222_193747
IMG_20240222_193747
IMG_20240222_193759
IMG_20240222_193759
Advertisements

قد تقرأ أيضا