اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | مانغا «إينيشال دي» تنقل ثقافة التفحيط اليابانية من الجبال إلى عموم الناس

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

تعود جذور سباق التفحيط الشهيرة إلى الطرق الجبلية المتعرجة في اليابان. وقد أنشأت مانغا ’’إينيشال دي‘‘ أجيالا من المتسابقين الطموحين من خلال تصويرها الممتع لمتسابقي الشوارع المولعين بتعديل سياراتهم لزيادة سرعتها، ضمن ثقافة التفحيط.

السرعة وراء تطور صناعة السيارات

افتتح المهندس الألماني كارل فريدريش بنز عصر السيارات عندما كشف عن سيارته الحائزة على براءة اختراع في عام 1885. وظهر بالتزامن تقريبا مصنعون في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا، وسرعان ما تحولت المركبات ذاتية الدفع الحديثة إلى رمز للمكانة الاجتماعية بين النخبة الأوروبية.

وكان الأمريكي هنري فورد هو السبب في انتشار السيارات على نطاق واسع بين الناس بسيارته الرائدة Ford Model T، والتي طرحت في الأسواق عام 1908. ومهدت السيارة الطريق لنمو صناعة السيارات لتصبح صناعة عالمية كبرى.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين، حوّلت علامات تجارية مثل هوندا وتويوتا اليابان إلى عملاقة صناعة السيارات، وباتت تستحوذ على حصص أكبر من السوق من خلال طرح سيارات رخيصة وموثوقة.

وتقبع الرغبة في السرعة في قلب قصة تطوير السيارات. كان السائقون منذ البداية يتوقون دائما إلى القيادة بسرعة أكبر. في عام 1901 وبينما كانت صناعة السيارات لا تزال في مهدها، دخل المتسابق وصانع السيارات الرائد ألكسندر وينتون في منافسة متقاربة مع فورد الذي كان لا يزال نسبيا مجهولا في هذا المضمار، وسخّر الرجلان المنافسة لتحسين سياراتهما.

وقد تطورت رياضة السيارات بدعم من صناعة السيارات، حيث باتت صناعة كبرى تضم طيفا واسعا من المسابقات وأنواع السيارات. وخارج مضمار سباق السيارات، لطالما دفعت الرغبة في السرعة الشباب من عشاق السيارات إلى التنافس في الطرق العامة للتفاخر بأنهم الأسرع في الشوارع. ويمكن العثور على صورة لثقافة السيارات هذه والتي كانت تتم بسرية في اليابان، في مانغا شيغينو شوئيتشي المؤثرة بعنوان ”إينيشال دي“.

ألّف شيغينو شوئيتشي عدة أعمال مانغا شهيرة عن سباقات السيارات خلال مسيرته المهنية التي استمرت 4 عقود. وفي عام 2022، افتتح معرض لأعماله الفنية للاحتفال بإنجازاته (© شيغينو شوئيتشي/كودانشا).
ألّف شيغينو شوئيتشي عدة أعمال مانغا شهيرة عن سباقات السيارات خلال مسيرته المهنية التي استمرت 4 عقود. وفي عام 2022، افتتح معرض لأعماله الفنية للاحتفال بإنجازاته (© شيغينو شوئيتشي/كودانشا).

قصة عن سباقات الشوارع

ظهرت مانغا ”إينيشال دي“ لأول مرة في عام 1995 في ”مجلة الشباب الأسبوعية“ لدار النشر كودانشا، واستمرت لمدة 18 عاما حتى عام 2013. تدور أحداث قصة المانغا حول ”هاشيرييا“ وهم شباب من متسابقي السيارات يتنافسون في ليالي نهاية الأسبوع على الطرق الجبلية الوعرة والمنحدرة، وهو أسلوب من سباقات الشوارع اشتهر باسم ”توغي“ ويعني حرفيا ”ممرات جبلية“.

يختبر الهاشيرييا المحليون مهاراتهم على جبل أكينا الخيالي ذي الممر العميق والمتعرج. يقع الجبل في أعماق جبال محافظة غونما، وهو مستوحى من جبل هارونا الموجود بالفعل والذي يعتبر جزءا من قمم جومو-سانزان الثلاث إلى جانب جبلي أكاغي وميوغي.

بطل القصة هو فوجيوارا تاكومي، الشاب الهادئ والمنعزل. لا يزال تاكومي طالبا في المرحلة الثانوية وليس لديه اهتمام خاص بالسيارات، على عكس أصدقائه في محطة خدمة السيارات حيث يعمل بدوام جزئي. يعرف تاكومي كيف يتعامل مع المركبات، لكنه يقود فقط للمساعدة في عمل والده في توصيل التوفو في وقت مبكر من الصباح إلى منتجع ينابيع ساخنة عند الممر الجبلي. لا تستحوذ هذه المهمة على اهتمامه، ويبدأ لإزالة الشعور بالرتابة والملل في تجربة أشياء جديدة خلال رحلات العودة المتعرجة على المنحدرات، بما يتجاوز قدرات سيارة المتجر من طراز تويوتا سبرينتر تروينو AE86 القديمة. يتمتع تاكومي بموهبة قيادة فريدة مثل والده الهاشيرييا الأسطوري. وبمساعدة طريقة التدريب الفريدة الخاصة بوالده والتي تتضمن وضع كوب مملوء بالماء في حامل الأكواب على لوحة القيادة وعدم سكب أي شيء منها، أتقن تاكومي فن التفحيط خلال خمس سنوات من صعود الجبل والنزول منه يوميا، دون أن يدرك أو يهتم بما هو عليه.

تتطور أحداث القصة، حيث تسعى مجموعة متسابقة منافسة هي ”أغاكي ريد سنز“ إلى تحقيق رقم قياسي في السرعة على جبل أكينا، في المقابل يتولى التحدي إيكيتاني كوئيتشيرو الزميل الأقدم لتاكومي الذي يدير فريق ”سبيد ستارز“ المحلي. يقود فريق ريد سنز الأَخَوان ريوسوكي وكييسوكي تاكاهاشي اللذان تتفوق مهاراتهما خلف مقود سيارات مازدا RX-7 ذات المحركات الدوارة على مهارات سبيد ستارز المتواضعة.

وفي مواجهة هزيمة مؤكدة، يتتبع كوئيتشيرو شائعات عن تويوتا ”86“ الشبحية التي تجوب ممر أكينا. اعتقد كوئيتشيرو أن السيارة يقودها والد تاكومي، ويحاول إقناعه بتمثيل فريق سبيد ستارز. ومع قدوم تاكومي في بداية السباق وظهور شعار متجر فوجيوارا توفو على جانب سيارة التروينو، تتكشف الأمور. يقوم تاكومي بتلقين كييسوكي درسا أمام حشود المتفرجين المجتمعين على طول المسار، ويتنقل ببراعة بين مجموعة من المنعطفات الخطيرة متجاوزا بأقصى سرعة سيارة RX-7 الأسرع عندما تكبح الفرامل.

يختفي تاكومي في الليل غير مبالٍ بالفوز الذي أحرزه. ولكن مع تطور أحداث القصة، يحصل على لقب هاشيرييا. يقود تاكومي – مستغلا المهارة بدلا من قوة المركبة – السيارة الصغيرة AE86 متجاوزا سلسلة من المنافسين في سيارات رياضية أكبر وأكثر قوة مثل نيسان GT-R وميتسوبيشي لانسر إيفولوشن.

حققت ”إينيشال دي“ نجاحا كبيرا وساعدت في تعزيز شعبية ثقافة التفحيط في اليابان. وحتى اليوم، ما زالت تثير أحلام المتسابقين الطموحين في سباقات الشوارع حول العالم.

أدت شعبية مانغا ”إينيشال دي“ إلى ظهور عدد كبير من الشراكات التجارية، كما هو الحال في هذا الإعلان لزيت محرك يحمل العلامة التجارية ”تاكومي“ والذي يظهر فيه بطل القصة وسيارته الأسطورية تويوتا AE86 (© شيغينو شوئيتشي/كودانشا).
أدت شعبية مانغا ”إينيشال دي“ إلى ظهور عدد كبير من الشراكات التجارية، كما هو الحال في هذا الإعلان لزيت محرك يحمل العلامة التجارية ”تاكومي“ والذي يظهر فيه بطل القصة وسيارته الأسطورية تويوتا AE86 (© شيغينو شوئيتشي/كودانشا).

أحلام التفحيط

بدأت نسخة الرسوم المتحركة ”أنيمي“ من مانغا ”إينيشال دي“ في عام 1998 وحققت نجاحا عالميا أيضا. تميز مسلسل الأنيمي بمقاطع يوروبّيت الموسيقية لدايف رودغرز، وأبرزها ”ديجا فو“ التي نالت إيقاعاتها السريعة إعجاب المشاهدين، ما ألهم سلسلة من الفيديوهات التي تحاكي شارة البداية بشكل ساخر، من بينها فيديوهات تتضمن طائرات ودراجات وحتى مشاة بدلا من السيارات، ما جعل من المسلسل ظاهرة اجتماعية.

وفي عام 2005، صدرت نسخة عروض حية من إخراج أندرو لاو وآلان ماك، بمشاركة مجموعة من الممثلين من هونغ كونغ وتايوان. ولا يزال المعجبون في أوروبا وأمريكا الشمالية وأماكن أخرى يواصلون نشر فيديوهات مستوحاة من المشاهد الأسطورية، بما في ذلك استعراض مهاراتهم في التفحيط في سيارة AE86 وإعادة تمثيل تقنية التدريب بكوب الماء التي ابتكرها والد تاكومي، ما أثار تعليقات المتحمسين بتصرفاتهم الطريفة.

حوّلت السلسلة جبل هارونا، الذي كان في أحد الأوقات منطقة سياحية مغمورة، إلى موقع ”يحج“ إليه أتباع ثقافة التفحيط، حيث يقومون بجولات في الممر الأسطوري، وإن كانت بسرعات أقل مقارنة بالمانغا.

إعلان من حملة لشركة الملابس الأمريكية Xlarge يضم شخصيات من ”إينيشال دي“ (© شيغينو شوئيتشي/كودانشا).
إعلان من حملة لشركة الملابس الأمريكية Xlarge يضم شخصيات من ”إينيشال دي“ (© شيغينو شوئيتشي/كودانشا).

ما الذي يفسر الشعبية الهائلة لـ ”إينيشال دي“؟ وفقا لأراي توشي المتسابق وبطل الراليات الذي ينحدر من غونما، تكمن الإجابة في واقعية العمل. فقد قال أراي في نسخة مجلة خاصة نشرتها كودانشا بعنوان ”إينيشال دي الرسالة“ في عام 2009: ”تاكومي وشخصيات أخرى يتبنون نهجا عمليا في القيادة. تصور المانغا تقنيات وأساليب قيادة مجربة وصحيحة يمكن للقراء التعلم منها واستخدامها في المرة التالية التي يقودون فيها“. وفي نظر أراي، أحد أهم الدروس المستفادة من الموضوع الرئيسي للعمل المتمثل في السعي وراء السرعة، يكمن في السلامة، حيث إن السائقين المهرة هم الأكثر سلامة حتى مع السرعات العالية.

تتقفى مانغا ”إينيشال دي“ آثار أعمال أدبية أخرى عن رياضة السيارات. ولكن على عكس الصور التي تهيمن على هذا النوع الأدبي والتي تظهر فيها سيارات فارهة وأساليب حياة فاخرة، تتكلم هذه المانغا عن سيارات رياضية يابانية تجارية تم تعديلها بشكل جميل من قبل أشخاص عاديين من مالهم الخاص فقط من أجل إثارة السباق. قد تكون هذه الصورة الواقعية لثقافة التفحيط السرية في اليابان هي سر نجاح ”إينيشال دي“، بسبب الطريقة التي تستفيد فيها من الطموحات المشتركة لعدد كبير من المتسابقين المحتملين.

يُقال إن هنري فورد تلقى نصيحة من رئيسه في محطة الطاقة الكهربائية حيث كان يعمل كمهندس بأن المستقبل لا يكمن في محركات البنزين، بل في الكهرباء. تبدو هذه التوقعات الآن على وشك التحقق مع توجه صناعة السيارات نحو طريق جديد تهيمن عليه المركبات الكهربائية، ما يلقي بظلاله على مستقبل محرك الاحتراق الداخلي.

بعد سلسلة مانغا ”إينيشال دي“، استعرض شيغينو عالما مشابها في عمله ”إم إف غوست“ يصور مستقبلا تكون فيه المركبات الكهربائية ذاتية القيادة هي الأساس. ولكن تظل رغبة الإنسان في السرعة راسخة، ما يؤدي إلى ظهور حلقة سباق سرية تضم سيارات تعمل بالبنزين على الطراز القديم.

إعلان يروّج لشراكة بين ”إم إف غوست“ ومدينة أوداوارا في محافظة كاناغاوا، وهو الموقع الذي تجري فيه جزء من أحداث المانغا (© شيغينو شوئيتشي/كودانشا/لجنة إنتاج إم إف غوست).
إعلان يروّج لشراكة بين ”إم إف غوست“ ومدينة أوداوارا في محافظة كاناغاوا، وهو الموقع الذي تجري فيه جزء من أحداث المانغا (© شيغينو شوئيتشي/كودانشا/لجنة إنتاج إم إف غوست).

تدور أحداث مانغا ”إينيشال دي“ في جوهرها حول العلاقة الحميمة بين البشر والتكنولوجيا. يمكن لأي شخص أن يتعلم المهارات الأساسية اللازمة لقيادة السيارة. ولكن إتقان فن القيادة هو أمر مختلف تماما، وكما هو الحال في السعي وراء التكنولوجيا لاستخراج كل ما يمكن من الأداء من المركبة، فإن هذا الطموح لا يعرف حدودا. حتى مع اقتراب عصر القيادة الذاتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن رغبة الإنسان في الإمساك بالمقود والمضي بالسيارة إلى أقصى حدودها ستشعل حماسة الجيل القادم من المتسابقين المحتملين، أو ما يعرف بـ ”هاشيرييا“

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: نشرت سلسلة مانغا ”إينيشال دي“ في ”مجلة الشباب الأسبوعية“ من عام 1995 إلى عام 2013 وتم تجميعها في 48 مجلدا بيع منها ما إجماليه أكثر من 56 مليون نسخة حتى ديسمبر/كانون الأول عام 2022. بدأ عرض تكملة السلسلة بعنوان ”إم إف غوست“ في 2017. © Nippon.com)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | مانغا «إينيشال دي» تنقل ثقافة التفحيط اليابانية من الجبال إلى عموم الناس لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا