الارشيف / فن ومشاهير

أيمن الشيوي: أسعي لجذب الجمهور للمسرح بأعمال ترتقي بالذوق العام (حوار)

ياسر رشاد - القاهرة - عميد معهد الفنون المسرحية ورئيس المسرح القومى

فنان يجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية، نجح في قيادة هرمين من الأهرامات الفنية بمصر، حيث يتولي عمادة المعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، وكذلك يشغل منصب مدير المسرح القومي.

" الخليج 365 " أجرت حوارا مع الفنان أيمن الشيوي، خريج معهد الفنون المسرحية الذى اصبح عميدا له، والذى أكد فيه أن الدراسة الأكاديمية أثقلت موهبته وجعلته أكثر تنوعا وأبداعا.

وكشف فى حواره عن كواليس اعماله الفنية "الملك لير، همام فى أمستردام، الخواجة عبد القادر، شيخ العرب همام، آخر ملوك الصعيد، النهاية، قابيل، واخرها قلع الحجر الذى عرض فى رمضان المنقضى، مؤكدا أن شخصيته فى فيلم " همام أمستردام" سببت له العديد من المشكلات الفنية لكنه تجاوزها، مؤكدا أنه يبحث دائما عن الرسالة التى يقدمها العمل الفني، والتى يجب أن تكون فى أطار أخلاقي وأجتماعي،  موضحا أنه مازال يبحث عن من يكتشفه فنيا ويحلم يتقديم العديد من الشخصيات الفنية.

عن عمله الأكاديمى، ورؤيته للتطوير فى المسرح المصرى، واعماله الجديدة قال:

00 حدثنا عن خطتك لتطوير المسرح القومي ؟

خطتى تعتمد على تقدم عروض ترقي لمستوي المسرح القومي، المسرح الأهم فى جمهورية مصر العربية على مر العصور ، وأسعى لإعادة جذب الجمهور وهو ما حدث خلال أخر عرضين قدمهم المسرح القومي، ومنهم عرض"سيدتي أنا " الذى حقق حضور كامل العدد لمدة خمسين ليلة عرض متتالية.

وعموما، الأحلام والطموحات التى ارغب فى تنفيذها كثيرا، ولكن الواقع يقيد تلك الطموحات والأحلام، نتيجة لظروف الأنتاج والميزانيات، ولكن أسعي لأستغلال كل الإمكانيات المتاحة وإعادة تدوير الديكور وأعادة تقديم العروض بميزانية جسب الظروف المتاحة.

00هل الميزانية تكون عائق أمام تنفيذ بعض العروض؟

الدولة لا تبخل، للأنتاج ولكن لدينا حدود فى الإنفاق، لكون أن الدولة تقدم خدمة ثقافية لهاعائد مادي بسيط، ولكن نحقق عائد مادي يساعدنا على أعادة العروض والأنتاج ولا بد أن يكون القطاع الخاص متمثل فى البنوك والأندية لها دور لأنتاج مشترك مع الدولة والعالم كله يكون مدعوم من المؤسسات الخاصة لكون أن صناعة الدراما والسينما أًصبحت جاذبة للفنانين.

00 ماهي المعايير التى يتم على ضوئها أختيار العروض ؟

هناك معايير عدة منها لجنة لتقيم العروض وتقوم بقراءة النصوص، لأفتا أن سياسية المسرح القومي يقدم الأعمال العظيمة والتي تعبر عن وجدان الشعب المصري، سواء على المستوي المؤلفين الكبار، وجميع المخرجين الذين قومون بالأخراج بالمسرح القومي يمثلون الثقافة المصرية، ودائما ما نختار أعمال عظيمة تكون من أمهات النصوص ويتم صياغتها وإعادة معالجتها لجذب الجمهور، بعدما أكتشفنا أن الجمهور أنصرف عن المسرح فى الفترات الماضية نتيجة حدوث حالة أنفصال ما بين المبدع والمتلقي، حيث أن المبدع يقدم مضون عظيم وكلاسيكي وسط الصراع مع الميديا والأعلام والفضائيات والجمهور لم يجد نفسه، مضيفا أننا نعمل على إعادة الجمهور للمسرح والإرتقاء بالذوق العام تدريجيا.

هل هناك خطة للتعاون بين المسرح القومي وبعض المسارح بالدول العربية؟

كل دولة لديها المسرح الخاص بها وهناك مهرجان كثير تقام بالدول العربية بمبالغ مالية كبيرة، ونحن نسعي للتعاون معهم وبعض الفنانين المصريين يذهبو لتقديم عروض ومهرجانات، وكذلك فنانين من الوطن العربي يأتو لتقديم عروض ولكن لم نصل لمرحلة الأنتاج المشترك ونسعي لذلك سواء مع أو العراق والإردن والجزائر ولم يتم حتى الأن أنتاج مشترك.

 هل ملامحك الأجنبية حصرتك فى أدوار محددة ؟

 ملامحي ليست أجنبية، أنا رجل مصري وملامحي مصرية، وأنا رجل فلاح تربيت فى قرية ومازالت مرتبط بها، وأتحدث اللغة العربية، بدليل أنني قدمت شخصية رجل صعيدي بمسلسل قلع الحجر فى السباق الرمضاني لعام 2024، وأستمتعت بهذه الشخصية والجمهور شعر بأن الأمر عادي، موضحا أن مصر خليط لإشكال وثقافات كثيرة، ولا نستطيع أن نحدد الملامح المصرية فى شكل محدد وهو الأسمر، نتيجة مرور الكثير من الحضارات ما بين الرومان واليونان والأحباش والعرب والتى أستمرو لأوقات كثيرة تصل إلى ثلاثمائة وستمائة عام، كل هؤلاء الأجناس أختلطو بالمصريين، بدليل أننا سنجد فى الصعيد وكل مكان بمصر العيون الخضراء والزرقاء والشعر الأصفر.

لماذا ذكرت أن شخصيتك بفيلم همام أمستردام ليس محبب لك  ؟

أنا أحببت الفيلم كعمل فني، ولكن الشخصية التى قدمتها لم تكن محببة لي، لكون أن الشخصية صعبة ورد فعل الجمهور زاد من صعوبتها أكثر، وحدث رفض وكراهية للشخصية من قبل المشاهدين، مما سبب لي بعض المشاكل وأثر علي حياتي الفنية بعد ذلك، خاصة أنه كان أول عمل سينمائي لي، وحظي أننى تمكنت من الدور بشكل قوي مما ترك علامة مع المشاهد بشكل كبير، ولكني أستطعت أن أتجاوز كل هذه الصعوبات بعدما أستمر ترشيحي فى الأدوار الشريرة ولكني رفضت تكرار تلك الأدوار.

ما المعايير التى تعتمد عليها فى أختيار أعمالك الفنية؟

 أنا فنان محترف وأقدم جميع الإدوار، ومن حقي أن أقبل أو أرفض الشخصية، ولكن فكرة المعايير تكون دائما مركبة وعملية القبول أو الرفض يحددها الكثير من القواعد منها الشخصية و حجم الأنتاج والأخراج، ولكننى دائما ما أبحث عن الأعمال التى تكون فى أطار أخلاقي وأطار أجتماعي والهدف الذى سيقدمة العمل، وهل هناك عمق فى الشخصية بمعني هناك دراما حقيقية، وهذا ما جعل جميع الأعمال التى شاركت فيها جميعها مميزة .

قدمت الكثير من الأعمال .. ما الشخصية التى تحلم بتقديمها ؟

أحلم بتقديم الكثير من الشخصيات، وأشعر أنني لم أبدء حتى الأن ولم أكتشف حتي تلك اللحظة، وأبحث عن من يكتشف أيمن الشيوي كفنان ويقدمه بشكل مختلف ؟

أيهما أقرب لقبلك المسرح أم الدراما أم السينما ؟

كل منهما له ميزته، ولكن جميعهم دراما رغم أختلاف الأسماء سواء دراما سينمائية ودراما مسرحية ودراما تلفزيونية، وكل منهما له متعته الخاصة، لأفتا أن المسرح حالة تمتع الممثل، والعمل التلفزيوني أو السينمائي له متعتة الخاصة، ولكن الشخصية والدور هو من يحدد أيهما أقرب .

العمل الإداري أثر على الحياة الفنية للفنان أيمن الشيوي ؟

أنا لم أبحث عن أى عمل إداري طوال حياتي، ولكن العمل الإداري فرض عليا، بداية من أستاذ ورئيس قسم حتى أصبحت عميدا، ولكن العمل الإداري يحتاج أن يكون الشخص  ذو موهبة  وحكمة وتركيز عالي وقادر على أن يقود مؤسسة، والعمل الإداري من أصعب ما يكون ويحتاج إلى جهد كبير.

00 ماذا أضافت الدراسة الإكاديمية للفنان أيمن الشيوي ؟

الدراسة الإكاديمية أضافت كثيرا لي، بداية من دراستي لكلية الإعلام بجامعة، ثم ممارستي فن التمثيل والمسرح فى قصور الثقافة والنادي والتحاقي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لأفتا أن الدراسة الإكاديمية ثقلت موهبتي وجعلتني أكثر عمقا  فى تخصصي، وأتعرف على مدارس عديدة فى جهات كثيرة، مؤكدا أن الفنان الهاوي ينفذ ما تعلمه ورأه بشكل جيد وسيظل يكرره مدي الحياة، لكن الدراسة الإكاديمية تثري حياة الفنان بمعلومات كثيرة وأشياء جديدة تجعله أكثر أبداع وتنوعا بشكل مستمر.

ما هي أهدافك وخطتك للمعهد العالي للفنون المسرحية؟

المعهد العالي للمسرح هو بيتي ومتربي فيه وأعمل به منذ أكثر من ثلاثين عام، موضحا أن هناك بعض المشكلات ونعمل على حلها، وأهما أننا نسعي للحصول على مقاييس الجودة وتطوير المناهج التعليمية وتطوير هيئة التدريس، وتسويق الخرجين للمعهد بشكل قوي رغم أنهم منتشرين فى كل مكان ويحققون نجاحات كثيرة جدا، وأسعي لتحويل لمكان لبؤرة ضوء وأشعاع ثقافي وفني ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربي والعالم، لأفتا أن الأوربيين حدث لهم أنبهار عند التعامل مع خرجين المعهد، موضحا أننا لدينا فنانين موهوبين جدا لكن للأسف يكون ليس لديهم الفرصة لأكتشاف مواهبهم، ومهمتنا أكتشاف تلك المواهب ومساندتهم وأمداد العالم العربي بالمواهب الفنية.

هل المناهج الدراسية مواكبة للتطوير الذى حدث فى العالم أنها بحاجة للتغير ؟

نمتلك أفضل مناهج على مستوي العالم، ولكن البعض يتشدق بكلمة المناهج والمدارس، والبعض يتحدث عن أسماء كبيرة فى عالم الفن من أمريكا وأروربا، وتلك المناهج لا تعبر عن وجهة نظر أصحابها والفنانين هضمو تلك المناهج الألتزام بمنهج واحد لا يفيد نتيجة أن أهدفنا واحدة ولكن التدريبات هى المختلفة وللمتدربين يخصعون لشخصية وأسلوب المدرب ونتعامل بأحدث المناهج فى العالم ومتقدمين فى تلك المجال.

لماذا طالبت بأنشاء خمس مدارس لتدريس الفنون بعد المرحلة الأعدادية ؟

لدينا تلك المدارس وهي ناحجة جدا بأكاديمية الفنون، وطالبت ذلك لإعممها لكون أن التجربة ناحجة، مضيفا أن الموسيقي مجال يحتاج أن يتعلمه الفنان منذ الصغر، مؤكدا أن مرحلة الطفولة يبدأ التفجر العقلي لدي الطالب ويواصل الإبداع، ولذلك نحتاج إلى مجموعة من المدارس لكى يكون لدينا مبدعين فى كافة الفنون.

لماذا طالبت بأنشاء مسرح قومي فى العاصمة الإدارية ؟

المسرح القومي له فلسفة وأفكار تختلف عن أى مسرح أخر، لكون أن المسرح القومي يمثل الدولة وفكر الشعب، مضيفا  أن دار الأوبرا لا تغني عن المسرح القومي، ولابد أن يكون هناك مسرح قومي يثمل الثقافة الرسمية للوطن بالعاصمة الإدارية التى سوف تدار منها البلاد تحتاج إلى مسرح قومي بخلاف المسرح القومي الموجود بالقاهرة، الذى يجب أن يظل كما هو وينشأ مسرح قومي مستقل بالعاصمة الإدارية.

لماذا لم تطالب بأنشاء مسرح قومي بالمحافظات وجة قبلي ؟

غالبية المحافظات بها مسارح ومنها المنصورة ودمنهور وطنطا، والمسرح القومي له مقر وأدارة وفرقة، ونذهب بالفرقة ونقدم عروض فى كل قرية ومحافظة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا