اخبار العالم

الفرزلي: دور إسرائيل الاستراتيجي أُصيب إصابة قاتلة وأي تغيير بالدستور مُخاطرة نتائجها غير مضمونة

جزم نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي، أنّ "لبنان يمرّ بأزمة حقيقية لها وجوه عديدة، تبدأ بانهيار الدولة والمؤسّسات وانهيار النظام، وتنتهي بهذه المتغيّرات الديمغرافية الخطيرة، لأن لبنان بُني على توازن دقيق له تأثير في استقراره وطمأنة أبنائه من مختلف المكوّنات".

وأشار، في حديث صحافي، إلى أن "في تاريخ لبنان، مرّت عليه أزمات كثيرة، ونحن لا ننسى الأعوام 1988 و1989 و1990، وبعد مرور 15 عاماً من الحرب اللبنانية أيضاً كانت الدولة منهارة انهياراً كاملاً، والمؤسّسات أيضاً منهارة بما فيها الجيش. أما اليوم فالمؤسسات الأمنية جميعها والجيش، لا تزال تحافظ على الحدّ الأدنى من الاستقرار والحضور الأمني، ورغم كل ذلك، أتت الظروف الأمنية المحلية والإقليمية والدولية لتعيد إنتاج البلد على مستوى عودة مؤسّساته وإعادة الحياة إليه؛ ولذلك أعتقد أن لبنان سيعود إلى سابق تألقه وازدهاره".

وبالنسبة لملف رئاسة الجمهورية، ذّكر الفرزلي بأن "الفراغ سبق أن حصل في فترات سابقة في الأعوام 1988 و1989 و1990 لسوء الحظ، وعاد وانتُخب رئيس الجمهورية".

وعن تصوّره للبنان ما بعد حرب غزة، أكد أنه "تماماً مثلما كان قبل هذه الحرب، فلبنان بلد تعدّدي، والإنطلاق من غير هذا الواقع يؤدي إلى الوقوع في خطأ استراتيجي في قراءة الأحداث، وكل الأجيال التي خاضت محاولات لتغيير النظام السياسي في لبنان قبل العام 1975، وكانت كاسحة وماسحة بكميات ضخمة، بحيث كان تلامذة الجامعة اليسوعية يتظاهرون جنباً إلى جنب مع تلامذة الجامعة اللبنانية والجامعات العربية لتغيير النظام في البلد، وإذ بقي هذا النظام وخرج من الحرب الأهلية أكثر رسوخاً".

كما ركّز على أنّه "يجب ألا نتناسى أن البلد يضم مكوّنات طائفية، وهذه المكوّنات باقية، وبالتالي سيكون البلد على صورتها ومثالها عبر توازن دقيق. وأهم شيء عودة الحياة الدستورية والقيم الدستورية، فلدينا دستور يجب الحفاظ عليه، وأي دخول حالياً بمحاولة تغييره أو تبديله هو مخاطرة ومغامرة، لا يستطيع أحد أن يضمن نتائجها، خصوصاً في ما يتعلق بالمكوّن المسيحي".

وعن الحديث المتعاظم حول "سايكس بيكو 2"، لفت الفرزلي إلى أنه "لا يوجد إعادة نظر في الجغرافيا، وهذا يجب أن يكون مفهوماً. في العام 1975 كل المراهنات كانت أن هناك "سايكس بيكو" جديد، وأن إسرائيل قوية وسيُعاد النظر بالتركيبة الجغرافية بالمنطقة، وأن هناك دويلات طائفية ويجب أن نؤمِّن لبنان بمكونه المسيحي، وبالتالي عسى ولعل يصح هذا الهدف ففشل فشلاً ذريعاً". وبيّن أنّه "كان من نتائجه أيضاً إلغاء الجمهورية الأولى لمصلحة الجمهورية الثانية، بما حملت من تنازلات من قبل المسيحيين.

وأضاف: "يجب أن يكون معلوماً اليوم أنه لا يوجد متغيرات على مستوى الجغرافيا، "سايكس بيكو" رسّم الحدود، واليوم تبدّل اللاعبون ولكن هناك تغيير بمناطق النفوذ وليس في الحدود".

وعن موقع لبنان والجهة التي سيتبع لها عند تبديل مناطق النفوذ، رأى أنه "سيكون شراكة كما كان في العام 1991 و1992 تماماً، عربي- عربي وأميركي- سوري وسعودي- سوري، لكن يجب أن نعترف أن إيران باتت أحد عناصر اللعبة الأساسية في الشرق الأوسط كما تركيا وإسرائيل، وقد تدنّت وظيفة الأخيرة الاستراتيجية، لأنها رسمت لنفسها معالم قوة ودورا أكبر من قدرتها على هضمه. لذلك كانت هذه الصدمات المتتالية التي أصابت المشروع الإسرائيلي في المنطقة، ولذلك نشعر أن هناك تدنٍّيا في وظيفتها الاستراتيجية حتى بنظر الغربيين".

وأشار الفرزلي إلى أنّ "علينا أن لا ننسى أن أميركا اضطرت للمجيء في 7 تشرين الأوّل الماضي بأساطيلها، وبالأمس قبل الردّ الإيراني أيضاً، اضطرت أميركا وبريطانيا وفرنسا إلى القدوم بأساطيلها، بحيث أصبحت إسرائيل بحاجة لمن يحميها".

وعن الردّ الإيراني، اعتبر أنّ "الردّ واضح، بعدما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من قصف القنصلية الإيرانية وقتل ضباط إيرانيين، إظهار نوع من الفجور العسكري للحفاظ على الهيبة أولاً، وثانياً علّه يتمكن من توسيع دائرة الحرب لتوريط أميركا فيها، ليعود على بركة من الدم"، مركّزًا على أنّ "الحقيقة أنه استطاع إلى حدٍّ ما إعادة وضع الحماية التي تأمّنت له في اليومين الماضيين، ولدفع أضرار الردّ الإيراني، وهذه الحماية خلقت نوعاً من إنتاج العلاقة، بعدما كانت قد أصيبت بنكسات متعدّدة مع الأميركيين".

وأفاد بأنّ "في الوقت عينه، إن الأميركيين مصرّون على عدم توسيع رقعة هذه الحرب، وما يسمّى وظيفة إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة كقاعدة عسكرية متقدمة، لكي تقوم مقام الأميركيين والأوروبيين بفرض النظام والسيطرة. وما نشره في الأمم المتحدة من خارطة ظهر أن الأبرز فيها هو نتانياهو، أعتقد أن هذا المشروع أصيب اليوم إصابة استراتيجية تكاد تكون قاتلة".

وعمّا إذا لا تزال الرئاسة في الثلاجة، أجاب: "طبعاً، لأن اللبنانيين غير مستعدين للتفكير بشكل سليم بل يفكرون بكيدية، وخصوصاً المسيحيين منهم بكيدياتهم وأحقادهم. ففي العام 2016 عندما كان رلائيس الجمهورية السابق ميشال عون يحظى بتأييد 70% من المسيحيين، ولم يكن لدى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سوى ستة نواب، و"الكتائب" ثلاثة نواب، وكان قانون الإنتخاب مبتوراً، بحيث أن نصف المجلس مستولد بكنف الطوائف الأخرى، قلنا لهم إن هذا يمثل المسيحيين فليكن موجوداً، رفضوا بإجتماع رسمي في بكركي ووقع عليه رؤساء الأحزاب وممثلوهم، وكنت موجوداً أنا ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، وتم الإتفاق على أنه من يصل من الأسماء الأربعة هو شرعي في تمثيل المسيحيين".

إلى ذلك، لفت الفرزلي إلى أنّهم "اليوم غيّروا هذا الواقع ، لأنهم ظنّوا أن أكثرية المسيحيين تحول دون وصول رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وليس بسبب أن فرنجية قادر أن يبحث بمسألة السلاح والنازحين السوريين والحدود مع سوريا، وقادر أن يقول لا نريد أن يكون لبنان ممراً، وأن يتحدّث بالطائف وينتج علاقات قوية مع والخليج، وبالتالي هو قادر أن يقوم بمهمات يعجز كل المرشحين المطروحين عن القيام بها؛ ولا يملكون المواصفات التي تخوّلهم أن يكونوا مستقلين".

كانت هذه تفاصيل خبر الفرزلي: دور إسرائيل الاستراتيجي أُصيب إصابة قاتلة وأي تغيير بالدستور مُخاطرة نتائجها غير مضمونة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا