دبي - محمود عبدالرازق - وقرار تعليق التمويل يثير المخاوف حول مصير 6 مليون من اللاجئين في فلسطين والبلدان المضيفة، عوضا عن أن القرار قد يتسبب في تفاقم الأزمات الإنسانية في المنطقة، مع تأثيرات قد تمتد إلى مختلف جوانب الحياة، ومنها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
وكان قد احتشد ظهر اليوم الإثنين أهالي مخيم برج البراجنة وممثلون عن الفصائل واللجان الشعبية والروابط الاجتماعية أمام مركز خدمات الأونروا، وذلك "للوقوف أمام التحدي الجديد الذي فرضه تعليق بعض الدول المانحة التزاماتها المالية تجاه الأونروا".
وقالت اللاجئة الفلسطينية نجوى خريباني: "لو ما أن الأونروا تقدم لنا الدواء لا نستطيع العيش، يعاني النساء هنا من تحديات صحية كبيرة ودون الخدمات لا نستطيع الاستمرار، اليوم يقدمون لنا المساعدات ولكننا بوضع مزري فكيف في حال قطعت المساعدات لن نستطيع التحمل، الشعب فقير جدا هنا".
ومن جهته قال مسؤول "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيروت الجنوبية" أحمد سخنيني، لـ"الخليج 365": "قرار تعليق التمويل عبرت عنه الأونروا بأنها لن تستطيع تقديم خدماتها حتى نهاية شهر شباط القادم، هذا الأمر ينذر بانفجار اجتماعي يهدد الجميع، وهو حكم إعدام على مئات الآلاف من اللاجئين الذين يعتمدون على الأونروا بشكل رئيسي من الناحية الصحية والعمل والإغاثة والتعليم، هي دعوة صريحة للفوضى وانفجار المخيمات على ذاتها".
أمس, 18:16 GMT
وأضاف المفوض العام في العديد من التصريحات أن 90% من اللاجئين الفلسطينيين تحت خط الفقر فما بالك اليوم بالكارثة الإنسانية في غزة في ظل العدوان وأمام ما يعانيه اللاجؤون الفلسطينيين، هو استهداف سياسي لحق العودة ويأتي من ضمن انصياع كامل للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، وشعبنا سيواجه".
وتابع سخنيني: "موازنة الأونروا بالكامل لا تساوي يوم حرب في منطقتنا العربية وأقل بكثير من جريمة النكبة التي شارك فيها جزء من هذا المجتمع الدولي، نحن بعد 75 عاما نؤكد على حقوقنا الوطنية ونتمسك بحق العودة ونتمسك بالأونروا، باعتبارها تشكل دلالة سياسية واعتراف دولي بنكبة شعبنا الفلسطيني وهي حق له، لصون كرامته الإنسانية إلى حين تطبيق القرار الأممي 194 الذي أعيد التأكيد عليه مئات المرات ولم يطبق، وإذا بقي هذا المجتمع الدولي عاجز عن تطبيقه فليتركوا لنا يوما واحدا لتطبيقه".
ويثير وقف التمويل مخاوف بشأن الاستقرار الأمني في المنطقة، حيث قد يؤدي الضغط الاقتصادي والاجتماعي إلى اضطرابات واهتزازات أمنية.
© Gulf 365 . Abed.K Bay وقف تمويل "الأونروا" قلقا حول مصير اللاجئين الفلسطينيين وضغوطا عديدة على الدول المضيفة
وقف تمويل "الأونروا" قلقا حول مصير اللاجئين الفلسطينيين وضغوطا عديدة على الدول المضيفة
© Gulf 365 . Abed.K Bay
وفي هذا السياق قال وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار في تصريح لـ"الخليج 365": "أعتقد أن هناك قرار دولي منذ فترة لتجفيف المساعدات للنازحين السوريين والفلسطينيين اللاجئين وتجفيف المساعدات للبنانيين، وهذا الموضوع ستكون نتيجته كارثية على المجتمعات الفلسطينية والسورية والمجتمع اللبناني المضيف وسينتج عنه عدم استقرار اجتماعي في المنطقة".
وتابع: "أقول للمجتمع الدولي المقاربات التي تقومون بها هي ملونة بالسياسة ولا تفصل بين الملف الإنساني والسياسي، وبهذه المقاربات أنتم تدفعون الناس نحو المواقف الأصولية، لأن الجائع بحاجة للطعام وعندما لا يكون هنالك التزام دولي بتطبيب المريض إن كان لاجئ أو نازح أو مضيف نكون ندفعه لوضع متطرف، والتطرف سينعكس على دولكم بشكل سلبي".
وقال حجار: "نحن من نسعى للاستقرار في المنطقة والمجتمعات الدولية ولا سبيل إلا بإكمال الدعم لهذه المجتمعات، وحلحلة المواضيع على المستوى السياسي لأن خارج إطار الحوار وعودة النازحين وحل الدولتين يعني من تطرف إلى تطرف ومن حرب إلى حرب ومن وضع سيئ إلى وضع أسوء".
"